jeudi 6 septembre 2018

عرض حول الزواج - الجزء الأول: صعوبات اختيار الشريك


مقدمة:
الزواج هو اقتران أحد الشريكين بالآخر وازدواجهما، أي صيرورتهما زوجا بعد أن كان كل واحد منهما فردا، يقال زوج الرجل ابله إذا قرن بعضها ببعض، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى: "واذا النفوس زوجت"[1]، أي قرن كل فرد بقرينه.
أما مدونة الأسرة المغربية، فإنها عرفت الزواج بكونه: " ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامراة على وجه الدوام غايته الاحصان والعفاف وانشاء أسرة مستقرة، برعاية الزجين طبقا لأحكام هذه المدونة".[2]
ومن خلال التعريف الذي أوردته المدونة، ندرك المكانة التي أولاها المشرع للزواج الذي لم يبق مجرد عقد عادي، بل ترابط وتمازج بين رجل وامراة، فرجحت مفهوم الميثاق طبقا لما ورد في قوله تعالى: "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهم قنطارا فلا تأخدوا منه شيئا، أتأخدونه بهتانا واثما مبينا، وكيف تأخدونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخدن منكم ميثاقا غليظا"[3]، فهو اذا  يقوم على ماهو أخلاقي قدسي بعيدا عن  مفهوم العقد الذي يقوم على على الالتزام ويحيل على القانون.
ويعرف "وستر مارك" الزواج على أنَّه: علاقة ثابته نسبياً بين رجل وامرأة واحدة أو أكثر تتضمن الاشباع الجنسي والتعاون الاقتصادي وتتضمن حقوق وواجبات معينة تظهر في حالة دخول الطرفين إلى الإتحاد وإنجاب الأطفال والتي يعترف بها من قبل التقاليد أو الأعراف أو القانون.

يعرف مفهوم الزواج أيضاً بأنه: "الأجراء الذي أنشأه المجتمع لتكوين الأسرة "، أو أنه: "علاقة جنسية دائمة نسبياً بين فردين أو أكثر على أن تكون هذه الوحدة مقبولة من الناحية الاجتماعية، "بينما يرى فريق أخر من علماء الاجتماع الزواج بأنه النمط الاجتماعي الذي على أساسه يتم الاتفاق بين شخصين أو أكثر على تكوين أسرة.

ويعرف "وليم جراهام سمنر" الزواج بأنَّه: رابطة بين رجل وامرأة للتعاون على تحقيق الضروريات المعيشية وإنجاب الأطفال، ويعرفه أيضاً بأنَّه وحدة بين الرجل و المرأة في سبيل النضال من أجل الحياة وإنجاب الأطفال في ضوء الإطار العام الذي تحدده الجماعة.
من خلال هذه التعاريف المختلفة الحقول يتبن أنه عن طريق الزواج يؤسس الإنسان أسرة بمحض إرادته لأنه يبتغي العيش في ذاته بغير حدود، ويفضل أن يدخل في التزامات موضوعية اتجاه الآخرين أولى له من العيش وحده، فهو يريد وعن طواعية أن يقوم بواجب من أجل اكتساب صفة الانتساب إلى جماعة أسرية، التي تصير نظاما اجتماعيا موضوعيا يدخل فيه الإنسان وبكامل ارادته ولكن لا يستطيع الخروج منه إلا بشروط.
ونظرا للقدسية التي حضي بها الزواج لارتباطه بالانسان الذي كرمه الله تعالى بنعمة العقل، كان حريا على كل مقبل على الزواج أن يختار الشخص الأنسب لأكمال مشوار الحياة معه وأن يصيب ما أمكن في هذا الاختيار، مع عدم إغفال خصوصيات المجتمع الذي ننتمي اليه والمتميز بالاختلاط بين جنسيه، الشئ الذي يساعد بشكل كبير على التعارف أو مصادفة الشخص الذي يمكنه أن يشاركك الحياة، بعيدا نسبيا عن  الطرق التقليدية  التي كانت تحكمها الوساطة في الزواج ثم الخطبة ثم النظرة الشرعية، ليليها عقد القران ثم بداية حياة جديدة مع شخص جديد يمكن أن يلعب فيها الحظ لعبته وتعيش حينها حياة سليمة أو أن تجد نفسك بين ليلة وضحاها غارقا في سيل من المشاكل لا ذنب لك فيها إلا أنك لم تضع خطة محكمة، تضع فيها نصب عينك مجموعة من الشروط والأسس للإتنقال لمرحلة مهمة من حياتك يشترك فيها معك شخص يجب أن يكون مناسبا بنسة كبيرة جدا.
بعد هذه المقدمة البسيطة سأبدأ بتقديم هذا العرض من خلال الوقوف عند مشكلة صعوبة اختيار الشريك في العلاقة الزوجية، وكذا المقصود بالتواصل الزوجي وكيفية تحقيقه بشكل صائب، كل هذا سأحاول تسليط الضوء عليه متبعة في ذلك المحاور التالية:
ü   مبادئ وأسس العلاقة الزوجية.
ü   آليات اختيار الشريك.
ü   التعرف على شخصيتك وشخصية الشريك.
ü   شخصيات يجب الابتعاد عنها عند اختيار الشريك.
ü   شخصيات متعبة لكن يمكن التعايش معها.
ü   فارق السن كشرط لاختيار الشريك.
ü   التكافئ كشرط لاختيار الشريك.


[1] - سوة التكوير، الآية 7
[2] - المادة 4 من مدونة الاسرة المغربية.
[3] - سورة النساء، الآيتان 20 و 21


طبيعة العلاقة بين الزوجين:
قبل التحدث عن آليات اختيار الشريك أو فن اختيار شريك الجياة لابد من التعرف على طبيعة العلاقة الزوجية أولا حتى نعرف متطلبات الاختيار وأهميتها، وعليه فإن مبادئ وأسس العلاقة الزوجية تحكمها مجموعة من الأبعاد لعل أهمها كالآتي:
أولا: العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها علاقة جسدية ، عاطفية، عقلية، اجتماعية وروحية، ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر في الارتباط، وأي زواج يقوم على بعد واحد مهما كانت أهميته فانه سيهدد بمخاطر كثيرة.
ثانيا: العلاقة الزوجية علاقة أبدية، بمعنى أن المقبل على الزواج يجب أن يضع نصب عينه أن اختياره سيحتم عليه العيش مع هذا الشريك طول الحياة، ةهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط وإنما ستمتد ايضا للآخرة.
ثالثا:  العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى هناك أصرار وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث، بل ويعد افشاء الاسرار الزوجية من الكبائر التي نهانا ديننا الحنيف عنها.
رابعا: العلاقة الزوجية شديدة القرب، وتصل في بعض اللحظات إلى حالة من الاحتواء.
وأكبر خطأ يحدث في الاختيار الزواجي أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد ولا ينتبه لباقي الأبعاد، بالاضافة إلى أن العلاقة الزوجية ليست علاقة بين شخصين فقط وإنما هي علاقة بين أسرتين وبين عائلتين، أي أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلبا أو ايجابا، ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذي جاء منه كل طرف منهما، ومن التبسيط الساذج أن يقول أحد الطرفين  أنا أحب شريك حياتي ولا تهمني أسرته أو عائلته أو المجتمع الذي جاء منه، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا"[1].
كانت هذه هي الأبعاد المسبقة التي يجب معرفتها من طرف كل شخص مقبل على الزواج، فبمعرفتها يمكن تجنب العديد من الأزمات أو على الأقل أن يهيء نفسه للحياة الجديدة الذي اختار عيشها، عندها فقط يمكن البحث عن آليات اختيار هذا الشريك، فماهي هذه الآليات وإلى أي حد تمكننا معرفة هذه الآليات من الاختيار الصائب؟ هذا ما سنتطرق له في نقطة ثانية.
آليات اختيار الشريك:
إن طبيعة الاختلاط الذي بات يتميز بها المجتمع المغربي تحتم علينا التطرق لهذه الآليات دون اغفال هذه النقطة، فالمرأة والرجل أصبح من السهل عليهم التعارف بشكل سلس في مقر العمل، في الجامعة، في الأماكن العمومية....، إذ لا يوجد هناك  أي حضر لهذه المسألة، الشيء الذي يفتح المجال أكثر لمعرفة الشخص الذي أمامك وهل تتوفر فيه كل آليات اختيارشريك الحياة، فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله إلا أن الأخد بالأسباب مطلوب في جميع الأمور، ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج نظرا لأهميته، هذه الآليات يمكن حصرها على سبيل التقريب في ما يلي:
أولا: الرؤية و التفكير[2]
وذلك بأن نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه، ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من خلال الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه، من مراجعة أنماط الشخصيات التي حددها علماء النفس ومفاتيح تلك الشخصيات، اذا الثقافة في هذا المجال تعد الأهم على الإطلاق والاستفادة من التجارب السابقة المثالية، وكذا الحضور لدورات تدريبة توعوية قبل الإقدام على هذه الخطوة.
ثانيا: الإستشارة
استشارة من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة بطباع البشر، ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج أو المقبل على الزواج من زملاء، جيران، معارف...، وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة، لتعرف طبيعة الأسرة وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه، واحيانا يمكن الإستعانة لطلب استشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناء على استقرار طبيعة الشخصين وظروف حياتهما.
ثالثا: الاستخارة
ما خاب من استخار، هكذا علمنا رسولنا الكريم، ومهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة، تبقى جوانب مسسترة في الشخص الاخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء ولا يخفى عليه شيء، فلجوءنا لله ليوفقنا في قرارتنا في الحياة وخاصة الزواج الذي يعد أهمها على الإطلاق ضرورة روحية.
والاستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الاستخارة، ودعاء الاستخارة هو: اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( يسمي الحاجة) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به[3].
ونتيجة الاستخارة تأتي في شكل توفيق وتوجيه وراحة نفسية داخلية.
الشخصيات التي يجب الانتباه اليها أثناء اختيار الشريك:
لقد أصبح الأمر اكثر بساطة للتعرف على خبايا الشخصية التي أمامك، يكفيك الاطلاع على الدراسات المستفيضة في العلوم النفسية، بحيث تم تقسيم الشخصيات إلى أنماط لها خصائص محددة ومفاتيح وتسهل قراءتها إلى حد كبير، فالناس عادة ما تحاول إظهار الافضل حتى ولم يكن هذا هو الحقيقي، لكن هذا التصنع لا يمكن أن يدوم كثيرا واخفاء الصفات الحقيقية كلها، فغالبا ما تسقط اشياء يمكن أن تكون المفتاح لمعرفة الحقيقة، هنا يبقى للمتقصي الحق في القبول بهذه الشخصية شرط تحمل كل المسؤولية في ذلك، أو أن يرفضها منذ البداية بتفادي ما قد ينجم عن التعايش معها، فهناك شخصيات يصعب جدا التعايش معها وشخصيات يمكن ذلك مع وجود بعض المتاعب، فمن هي هذه الشخصيات؟ وماهي المفاتيح التي تساعدنا للتعرف إليها؟
شخصيات يصعب العيش معها:
1-    شخصية الشكاك المتعالي ( الشخصية البارانوية)
تعرف هذه الشخصية بهذه الصفات:
·        بالشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع الأسوء منهم، الكل مخادعون ومتآمرون.
·        لا مكان للحب والرحمة أو التسامح ( ربما نقص في الحب في الطفولة من الابوين).
·        الشعور بالاضطهاد، الخيانة ممن حوله، يولد لديه شعور بالكراهية والعدوانية، يعبر عنها بالنقد اللاذع للاخرين، السخرية الجارحة، في مقابل لا يتحمل اي نقد، فهو لا يخطئ أبدا.
·        لا يغير رأيه بالحوار والنقاش فكلامه ثابت لا يتغير.
·        يسيئ تأويل كل كلمة ويبحث في ما بين السطور عن النوايا السيئة.
·        دائم الاتهام لغيره، ومحاولة التودد والتقرب من غيره تزيد شكوكه.
·        يسعى دوما لامتلاك المال والمناصب العليا ليشعر بالفخر والتعالي والسلطة.
كيف نكتشفه في فترة الخطوبة أو التعارف؟
·        كثرة الشك في نوايا الشريك.
·        السؤال الكثير عن ابسط الأمور، وطلبه تفسيره تأويلاته للكلام.
·        يجعل الشريك دائما في وضعية المتهم المدافع عن نفسه، وفي نظره دائما الشريك هو الكاذب المخادع.
·        شديد الغيرة بشكل مزعج، لا يحترم مساحة حرية الشريك.
هذا النوع من الشخصيات لا يجد الشريك معه أي مجال للسعادة، فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرا صعبا ومستحيلا أحيانا.
2-    الشخصية الدرامية و الاستعراضية ( الشخصية الهستيرية):
هذه الشخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض وتعرف بهذه الصفات:
ü     تكون غالبا جميلة وجذابة.
ü     تغري بالحب ولا تعطيه.
ü      تغوي ولا تشبع.
ü      تعد ولا تفي....
ü     أنانية لا تهتم إلا بنفسها.
كيف نعرفها ؟
ü     الاهتمام الشديد بالمظهر.
ü     لباسها يجذب الأنظار ( الألوان الفاقعة، المزركشات...)
ü     تتحدث بشكل درامي وكأنها على مسرح.
ü     المبالغة في كل شيء لجلب اهتمام الآخر.
ü     ترفع من قيمة الشريك في بداية العلاقة وسرعان ما يفتر الحماس، وتنطفئ عواطفها الزائفة.
هي شخصية هشة غير ناضجة، عندما تواجه أول ضغط في الحياة لا تتحمله وتظهر عندها أعراض هستيرية ( إغماء، تشنج، فقد النطق...) لكسب تعاطف من حولها، وإن لم تجده يمكن أن تهدد بالانتحار بطريقة درامية وغالبا بعد ترك خطاب رومنسي أو تهديد بهدف إستعادة الاهتمام المفقود، فهي شخصية فاشلة لا يمكنها أن تجذف بقارب الحياة الزوجية وإيصاله لبر الأمان.
3-    شخصية المحتال والمخادع ( السيكوباتية):
صفات هذه الشخصية تنحصر في ما يلي:
Ø     كذاب.
Ø     مخادع.
Ø     محتال.
Ø     عذب الكلام.
Ø     يعطي وعودا كثيرة ولا يفي بها.
Ø     لا يحترم القانون، الاعراف، التقاليد لا يعيرها اهتماما.
Ø     كل اهتمامه ينصب في كيفية تحقيق ملذاته وشهواته.
Ø     لا يعترف بأخطائه ولا يشعر بالذنب.
كيف نتعرف عليه؟
Ø     حياته السابقة  شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل.
Ø     سبق وأن دخل السجن بقضايا نصب واحتيال أو انتحال شخصية.
Ø     ينصب الفخ لصغيري السن وقليلي الجمال وتقمص دور العاشق الولهان، سرعان ما يتحول لابتزاز مادي أو جنسي.
4-   شخصية الباحث عن اللذه دائما ( الإدمانية):
هي شخصية باحثة دائما عن اللذة في أي شيء وفي أي موقف، يميل دوما إلى:
Ø     يجرب سائر المخدرات والمسكرات ( ليس بالضرورة مدمن عليها).
Ø     يجرب جميع أنواع العلاقات العاطفية والجنسية بحثا عن الافضل من وجهة نظره.
Ø     لا يعترف بالوفاء لأي شيء ولا لأي شخص.
Ø     لا يعترف بالمسؤولية ويتهرب منها دوما.
كيف نتعرف عليها؟
Ø     متعلق بالسيجارة ( المحشوة)  وبفنجان القهوة.
Ø     كثير التعاطي للمهدئات والمسكنات والمنشطات.
Ø     عذب الحديث وجذاب للطرف الأخر.
Ø     يوهم الشريك دوما بأنه عازم على ترك المخدرات، وأن الحب هو السبيل إلى ذلك، وينخدع الشريك ويظن أنه الوحيد من سيقوم بهذا الدور السامي في علاج من ظلمته الحياة والناس ولم يفهمه أحد سواه.
ثانيا: شخصيات يمكن التعايش معها مع بعض المتاعب:
1)   الشخصية الوسواسية ( العنيد، البخيل):
صفاتها:
-         الالتزام بالدقة الشديدة والنظام الحرفي في كل شيء.
-         يهتم بالتفاصيل الدقيقة ولا يدع شيئا دون مناقشة.
-         عنيد لا يتنازل ولا يتسامح عن أي شيء.
-         ممسك كثيرا في الانفاق والمشاعر.
وربما يسأل سائل ما فائدة الارتباط بهذا النوع؟ وهل يمكن تحمل الحياة معه ان كان هناك ارتباط؟
الشخصية الوسواسية على الرغم من كل هذا، فهو:
- انسان منظم.
-  دقيق.
-  ضميره حي يحاسبه دوما.
- لديه شعور عال بالمسؤولية.
-  ناجح في عمله.
- يعتني بحاجيات اسرته المادية في حدود قتاعاته ( الأساسية فقط).
- حريص على استمرارية الأسرة فهو لا يميل إلى التغيير، ولا يهتم ببناء علاقات عاطفية خارج إطار الزواج.
2)   الشخصية المتقلبة ( المشاعر، العلاقات، القرارت):
صفات هذه الشخصية:
-         مشاعره متقلبة في وقت قصير ( فرح، حزن، غضب،هدوء...).
-         ينتقل من عمل لآخر.
-         يمكن أن يفكر في الانتحار او اللجوء للمخدرات.
-         يمكنه أن يدمر اشياء مهمة في حياته ( صديق، زوجة مخلصة، عمل مهم...)
سرعان ما يهدأ صاحب هذه الشخصية فقلبة أبيض .
3)    الشخصية الاعتمادية ( ابن أمه أو بنت أمها):
صفاتها:
-         لا يستطيع اتخاد قرار بمفرده.
-         يحتاج دوما للمساعدة.
-         لا يستطيع أخد زمام المبادرة أو القدرة على التنفيذ.
كيف نتعرف عليها؟
إن كان شابا نجده يقدم على طلب الزواج عن طريق أمه التي تتحدث بالنيابة عنه طوال الوقت، وفي زياراته التالية لا يستطيع البث في أي شيء دون الرجوع لها أو أي شخص مكانها، وان كانت شابة نجد أمها تحركها، التي تتدخل في كل التفاصيل.
وبالرغم من هذه الصفات فإن هذه الشخصية تكون مطلوبة أكثر من طرف أصحاب الشخصيات القوية لرغبتهم في أن يكونوا الأقوى في العلاقة الشخصية.
كانت هذه بعض الشخصيات التي حاولت تسليط الضوء عليها والتي يستطيع من خلال التعرف عليها أن يختار الشريك من يناسب شخصيته منها والابتعاد عن ما لا يناسبه.
تساؤلات حول الشريك:
قبل التفكير في الارتباط تتبادر بالذهن مجموعة من التساؤلات سواء تعلق الأمر بفارق السن أو بخصوص التكافئ، هذا ما سأحاول التطرق إليه في هذه النقطة.
أولا: فارق السن:
هذا السؤال يردده كثير من الناس، فما هو إذا فارق السن المثالي بين الزوج والزوجة؟
لقد أجابت العديد من الدراسات المختصة في موضوع التوافق الزوجي، وخلصت أن أنسب فارق هو أن يكبر الرجل المرأة بثلات أو خمس سنوات، وحين يزيد هذا الفارق عن العشر سنوات تبدأ علامات اللا توافق لانتماء كلا الزوجين لجيل مخالف عن الآخر وبالتالي تختلف اهتماماتهما وأفكارهما وأنشطتهما بشكل كبير.
غير أن هذه القاعدة العمرية على الرغم من أهميتها لها استثناءات في ظروف بعينها، ولعل خير دليل يستدل به هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تزوج عليه الصلاة والسلام من أمنا خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره سنا، وتزوج بأمنها عائشة رضي الله عنها وكانت تصغره بكثير، في حين تزوج باقي نساءه أمهاتنا رضي الله عنهن ( أمنا حفصة، أمنا زينب...) وهن في نفس سنه تقريبا.
ومن خلال هذه الرؤية والاستثناء يمكن أن نحدد أساسا أنماط الزيجات التي تقوم على فارق السن، والأمر يتعلق هنا بكل من الزوج والزوجة وهي:
-         الزوجة الأم والزوج الأب: وهي (هو) غالبا أكبر سنا من الزوج وتقوم هي بدور رعايته واحتوائه.
-         الزوجة  الصديقة والزوج الصديق: وهي (هو) القريبة في السن من زوجها ولهذا فالعلاقة تكون أكثر تكافئ.
-         الزوجة الإبنه والزوج الابن: وهي (هو) تصغر الزوج بسنوات كثيرة، يدللها، يرعاها، يتجازو عن أخطائها، في حين تلعب هي دور الطفلة.
اذا فتبرير هذا الاستثناء هو أن الزواج هو توافق بين طرفين فكلما كان كل طرف يلبي احتياجات الآخر كان التوافق متوقعا، فالشخص دائما يبحث عن من يكمل خصائصه وليس شبيهه بالفعل.
ثانيا: التكافئ
المقصود به تقارب الزوجين من حيث المستوى الاجتماعي والثقافي والديني، الذي يجعل التفاهم ممكنا، وكثيرا ما يحاول المحبون تجاوز هذه القاعدة اعتقادا منهم أن الحب كفيل بخرق كل القواعد، ولكن بعد الزواج وعند انتهاء شغف الحب تبدأ هذه القواعد في الظهور على السطح وتخلق مشاكل متعددة يمكن أن تكون سببا مباشرة في الانفصال.
أنماط اختيار الشريك:
أ‌-       العاطفي: وفيه يكون الاختيار قائما على عاطفة حب قوية لا تحكمها قواعد العقل ولا المنطق، والشريك هنا يعتقد أن الحب هو أساس حل كل المشاكل التي يمكن أن تواجهه بعد الزواج، وعلى هذا الأساس يكون أكثر عنادا ولا يتقبل أي نصيحة بالرغم من وجود عقبات ظاهرة للعيان ولا تظهر له هو طبعا، الحل هنا خوضه للتجربة مع إطالة فترة التعارف إلى حين أن يمل من كل عيوب شريكه ويقتنع بعدم الاستمرار.
ب‌-   العقلاني: يحسب خصائص الشريك بالمنطق أكثر بعيدا عن الجانب العاطفي.
ت‌-   الجسدي: يقوم على أساس الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الآخر مثل جمال الوجه وجمال الجسد وجمال المظهر، وهذا هو السائد في المجتمعات العربية.
ث‌-   المصلحي: يهدف إلى تحقيق مصلحة ( مادية، اجتماعية...) من خلال الارتباط بالطرف الآخر، الا أن هذا النمط يسهل انهياره بمجرد توقف المصلحة.
ج‌-     الهروبي: هروب الفتاة من القسوة (الأب، الأخ، زوجة الأب...)، ولا تفكر كثيرا في خصائص زوج المستقبل.
ح‌-     الاجتماعي: هو نظرة المجتمع والمحيطين بالشريك أن هذا الشاب يناسب هذه الشابة والعكس، واغفال رأي الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يقترحه الآخرين.
خ‌-     العائلي: لم الشتات العائلي كأن يتزوج الشاب إبنة عمه...
د‌-       الديني: يبنى على اعتبارات دينية، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"[4].
ذ‌-       العشوائي: الشاب أو الشابة المتأخرة في الزواج يقبلون بأي كان حتى لا يفوتهم قطار الحياة.
ر‌-     المتعدد الأبعاد: الذي يراعي فيه الشريك كل الأبعاد الخاصة باختيار الشريك ( العاطفي، العقلي، الجسدي، الاجتماعي، الديني...)، ولعله الأفضل بين كل ما ذكر.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من يرجح كفة الدين على الباقي، لأن الشريكين إذا ارتبطى على أساس الدين فقد ارتبطى بالخالق، مصداقا لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع، لملها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يراك"[5]، فالدين يعد مفتاح العلاقة الناجحة ولكن لا يعقل اغفال باقي الجوانب، والتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" خير النساء من اذا نظرت إليها سرتك، واذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك"[6].


[1] - أخرجه الحاكم.
[2] - الدكتور طارق الحبيب، بروفيسور وأستشاري نفسي أسري.

[3] - رواه البخاري.
[4] - أخرجه الترمذي وابن ماجة.
[5] - رواه البخاري ومسلم.
[6] - رواه النسائي وغيره في سند صحيح.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire