mercredi 26 décembre 2018

قانون تصفية الميزانية كشكل من أشكال الرقابة اللاحقة على المال العام

قانون تصفية الميزانية كشكل من أشكال الرقابة اللاحقة على المال العام



dimanche 11 novembre 2018

دراسة حول خصوصية المحاكم التجارية بالمغرب

دراسة حول خصوصية المحاكم التجارية بالمغرب



dimanche 9 septembre 2018

مقارنة مقتضيات الكتاب الخامس من مدونة التجارة مساطر صعوبات المقاولة قبل وبعد القانون رقم 17 73

مقارنة مقتضيات الكتاب الخامس من مدونة التجارة مساطر صعوبات المقاولة قبل وبعد القانون رقم 17 73

schéma actualisé des procédures des difficultés de l'entreprise مخطط محين لمساطر صعوبات المقاولة

schéma actualisé des procédures des difficultés de l'entreprise مخطط محين لمساطر صعوبات المقاولة

مستجدات الكتاب الخامس من مدونة التجارة مساطر صعوبات المقاولة وفق القانون رقم 73.17

مستجدات الكتاب الخامس من مدونة التجارة مساطر صعوبات المقاولة وفق القانون رقم 73.17

jeudi 6 septembre 2018

مهارات التفوق الدراسي

مهارات التفوق الدراسي

عرض حول الزواج - الجزء الثاني: التواصل الزواجي




التواصل الزواجي:
عند تحليل أي مشكلة زوجية، نجد كل شريك يحكيها من وجهة نظره، ولكن عند تحليلها يظهر لنا أن المشكل أساس يكمن في سوء الفهم أو أن الشريكين لم يصيبا في التفاهم، أو أن أحد الشريكين يبعث رسالة والآخر لا يستقبلها بالشكل المطلوب، أو أن أحد الشريكين يبعث رسالة والشريك الآخر يبعث أيضا رسالة في نفس الوقت وبالتالي فلا أحد منهم يستقبل رسالة الآخر[1].
والأساسي أن مهارات الإتصال الزوجي أو التواصل الزواجي هي مهارات يجب أن نعرفها ونتعلمها قبل الاقدام على الزواج، في حياتنا اليومية العادية مع كل الناس المحيطين بنا ( في العمل، في المدرسة، في السوق...)، بمعنى أن هذه المهارات لا ترتبط أساس بالزواج أو بالشريكين في العلاقة الزوجية، بل هي الأساس لبلوغ التواصل الإيجابي داخل المجتمع، وبالتالي عندما نقدم على فكرة الإرتباط نكون قد اكتسبنا هذه المهارات ليسهل علينا تفعيلها في حياتنا الزوجية.
فماهي هذه الاليات التي تساعدنا على تحقيق تواصل ايجابي؟ وكيف نحقق التوافق الزواجي؟
مفهوم التواصل الزواجي:
         كل أشكال التعبير بين الزوجين  في كل وضعيات الحوار وفي كل المواضيع.
         التواصل بالمنطوق والمكتوب والإرشادي والإيمائي.
         هدفه هو نقل الزوج (الزوجة) من حالة التلقي السلبي إلى حالة التعبير الإيجابي.
         حسن التعامل واستعمال كل السبل والوسائل للتحقيقه.
اذا التواصل الإيجابي بين الزوجين هو، تبادل الرأي حول موضوع ما بين الزوجين، وإتاحة الفرصة بالتساوي لكل طرف ليعبر عن وجهة نظره كاملة، (دون أن يحتكر الحوار ظنا منه أنه فقط من سيضيف شيئا أو سيفيد الحوار والتقليل من رأي الطرف الآخر ولا يعيره أهمية) وأن ينصت كل طرف للآخر بعناية واعتمام محترما رأيه مهما كان مختلفا.
خصائص التواصل الإيجابي[2]:
التبادل: يعني أن الفعل التواصلي أينما كان وكيفما كان، وفي أي زمن كان، لابد وأن يحصل من خلال التبادل، هذا الأخير يلامس المعرفة والأحاسيس وغيرها، فالناس تتبادل في أي فعل تواصلي ماهو مادي وماهو معنوي رمزي أو هما معا.
اذا، فلينظر الزوج في ما سيتبادله مع  الزوجة والعكس ، وليعلم كل منهما أن في مضمون رسالته جانبا ماديا وآخر معنوي، وقد يتحكم ماهو معنوي في ماهو مادي.
القصد:  لا يوجد فعل تواصلي غير مقصود، حتى ولو نشأ هذا القصد لاحقا، فكل أفعالنا مرتبطة بوعي أو بدون وعي بأهداف نسعى لتحقيقها مع من نتواصل معه.
اذا، فلينظر الزوج ( الزوجة) في قصده وفي نيته قبل وبعد فعله التواصلي، لأننا لا نتحكم في كيفية تعامل الشريك مع رسائلنا.
الحضور:  معناه أن من خصائص الفعل التواصلي وجود طرفين متقابلين حاضرين، إلا أن هذا الحضور لا يشترط فيه أن يكون في نفس الزمان وفي نفس المكان، ولكن أعلى أشكال التواصل على العموم هي التي يتوفر فيها شرط الحضور زمانيا ومكانيا Face-To Face وفي العلاقة الزوجية تعتبر هذه هي الوضعية العادية.
اذا، فليقترب الشريك  ولينظر في حركات شريكه وطرق تعبيره، فإنها مداخل لفهمه، وليحذر من التعميم في الأحكام المبنية على الظاهر لا الباطن.
اللغة: هي خاصية ملازمة لأي فعل تواصلي، والمقصود بها كل أشكال التعبير المنطوقة أوالمكتوبة أو الإشارية، وهي متعددة بتعدد الألسن ومتباينة بتباين الثقافات، ولكل رسالة نصيب من الغموض يعزى لتعدد دلالاتها.
اذا، ليكن فعل الشريك مع شريكه واضحا، وأن يستعمل فيه كل أشكال التعبير المنتمية لثقافته ، وتجنب كل أشكال التعبير الغامضة التي تشككه في فهمه وفي قدراته، وتخلق نوعا من الفراغ العاطفي بينهما.
التأثير: معناه اننا لا ندخل في علاقة تواصلية كيفما كانت إلا ونحن نسعى بوعي أو بدون وعي للتأثير على المتواصل معه، وتأثيرنا يلامس كل أبعاد شخصيته أي الجانب المعرفي والجانب الوجداني و الجانب السلوكي والإجتماعي.
 اذا، ليكن فعل الشريك قاصدا التأثير الايجابي في شخصية شريكه في كل أبعادها، متجنبا كل أشكال التأثير المدمرة لنفسيته ولو كانت بنية خالصة.
أساسيات  التواصل الزواجي:
الاختلاف: كما سبقت الاشارة فان الفعل التواصلي يجب أن يحترم الرأي المخالف دون أي تعصب مؤمنا بالاختلاف التام الذي يمكن أن يكون بينه وبين الشريك، فالداخلين  في الفعل التواصلي باعتبارهم زوجين اختارى تشارك الحياة بينهما، مختلفون في كل شيء، في الثقافة، في القدرة على فك رموز اللغة، في الانتماء الإجتماعي الأسري، وفي التمثلات، وفي المعايير، وفي المستوى المعرفي.... ، ولإنجاح العملية التواصلية بينهما إذا يجب احتواء هذا الاختلاف.
الازدواج: معناه أن ماهية الإنسان وميولاته ورغباته تتقلب بين ثنائيات متناقضة، ( حب/ كره، خير/ شر، قصد نبيل / قصد سيئ، علو/ انحدار، تقدير / تبخيس....)، ومعنى ذلك أن الداخلين في العملية التواصلية الزواجية مهددون بتضارب مقاصدهم بناء على ازدواجية نفوسهم التي إما أن توافق الجانب الايجابي فتنجح تفاعلها، أو تعانق الجانب السلبي فتذمر تواصلها، وعلى كل شريك تغليب الجانب الايجابي في نفسه، والنظر و التعامل مع شريكه نظرة إيجابية لتغليب الجانب الايجابي لديه، فالايجابية تعدي والسلبية تنتقل كذلك.
التغير/ التطور: هو حالة اللاسكون أو الحركية الملازمة للإنسان إن في أفعاله أو أقواله أو معتقداته، هذا التغيير والتطور يهدد أي دخول في العلاقات التواصلية إذا لم يكن الداخلون فيها على وعي بالتطورات التي لامست كل واحد منهم نظرا أو فعلا، فلا تختزل شريكك في بعض أفكارهم وسلوكاتهم لأنها غير ثابتة بل متغيرة باستمرار.
طرق تطوير المهارات بين الزوجي:
1.     تخصيص وقت لكما: يجب أن يعود الزوجين نفسهما على أن يخصصا بعض الوقت لهما بين الحين والآخر إن لم يكن يوميا، ليس مجرد الجلوس معا لمشاهدة التلفويون مثلا، بل  لنقاش بعض الأمور في الحياة، الاهتمال بالمناسبات الخاصة بكم كذكرى الزواج مثلا لتجديد العلاقة والمشاعر التي أرهقتها مشاغل الحياة.
2.     الابتعاد عن الأنانية:  تجنب المواقف الأنانية مع الشريك، مثل الإفراط بالاهتمام بنفسك بعيدا عنه، وتجنب الحديث الأناني ولا تأخد المناقشات والأمور بصورة شخصية بل تحدث مع شريكك بكل حرية ودعه هو أيضا يحضى بهذه الحرية.
3.     الاهتمام بأوجه التشابه بينكما: التركيز على ايجاد أكبر عدد من الصفات المشتركة بينكما وتعزيزها، والتقليل من أهمية ما دون ذلك.
4.     كن حذرا من كلماتك: اختر كلماتك بعناية أثناء النقاش مع الشريك وخاصة عند محاولة اقناعه بالعكس، دون الوقوع في خانة الغرور أو التعصب للرأي.
كانت هذه بعض المهارات التي تحسن العلاقة بين الزوجين ليحققا من خلالها التواصل الايجابي السلس، وتجنب العديد من المشاكل التي يسببها سوء الفهم، فأغلب المشاكل التي أصبحت تؤدي إلى الطلاق في بلادنا إذا ما حققنا في سببها نجد الهوة التواصلية بين الزوجين فارغة عاطفيا واحتراما أدت بهما إلى طريق مسدود.
الخرس الزوجي:
إن عدم الاهتمام بالجانب التواصلي في العلاقة الزوجية قد يؤدي إلى الاهمال المتبادل أو ما بات يعرف بالخرس الزوجي أو الصمت الرهيب أو الطلاق الروحي، فالأصل في العلاقة الزوجية  التواصل، الحب، التضحية، حرارة اللقاء....الخ، أما إذا اقتحم الصمت هذه العلاقة فقد يتطور الأمر أن لايطيق الشريك شريكه، بخلاف مرحلة التعارف أو الخطبة التي يملأها الشغف والرغبة في القاء، فالبيت يصبح عبارة عن فندق للأكل والشرب فقط.
وتجدر الإشارة إلى أن الخرص أو الصمت الزوجي يختلف تماما عن الملل والروتين الذي يصيب العلاقة الزوجية المبنية على أسس متينة والتي يسهل عليها تجاوزه وتجديد المشاعر والأحاسيس، فهو أخطر من هذا بكثير لانه يهدد العلاقة بالانتهاء أحيانا كثيرة، وإن استمرت العلاقة فحفاظا على مؤسسة الزواج إن كان هناك أبناء.
والسؤال الذي يطرح في هذا الباب، لماذا الزوجة غالبا هي من يشتكي من الخرص الزوجي؟  ربما لأن الزوج يمكن أن يكون لديه متنفس آخر وقابليتة لأن ينشأ علاقات أخرى وارد، بخلاف أغلب النساء اللائي يكتفين بالتجربة الأولى والتركيز أكثرعلى الحفاظ على الابناء باعتبارهم العملة المربحة وراء الزواج.
بعض أسبابه:
-         عدم التوفيق في اختيار الزوج.
-         فتور في العلاقة الحميمية.
-         لا وجود حوار بين الزوجين تماما.
-         عدم حل المشاكل بشكل جذري والاكتفاء بالتغاضي عنها فقط.
-         تراكم المشاكل.
-         انعدام مساحة الحرية للزوجين.
-         تركيز الشريك على شريكه فقط، واهمال باقي الأنشطة التي يمكن أن تقوي شخصيتها.
-         كثرة الضغوط ( المادية، المعنوية، الشغل...الخ).
-         الخيانة الزوجية.
-         اختلاف اهتمامات الزوجين ( كرة القدم، الطبخ....الخ).
-         الادمان والتركيز على نشاط معين ( الانترنت، الأفلام...الخ)، وإلغاء الباقي.
-         العدوان والعنف الزوجي ( جسدي، لفظي، اقتصادي...الخ).
-         نقل المشاكل خارج البيت فتعزز وتتضخم.
بعض طرق العلاج:
-         معرفة السبب الأساسي، ولو صادفت مرحلة تحديد السبب معرفة الزوجة بأن زوجها على علاقة عابرة مثلا.
-         إغفال بعض الهفوات والبدئ من جديد.
-         التقرب من الله والمناجاة والدعاء للوصول للإطمئنان الروحي.
-         عدم إقحام الأبناء في المشكل، ومحاولة الوصول للحل بعيدا عن علمهم، للحفاظ على الصورة  الإيجابية للطرف المذنب.
بعض النصائح للمقبلين على الزواج:
-        الحب في الله سبحانه وتهالى.
-        التقدير المتبادل إلى حد كبير.
-        التشجيع المتبادل.
-        التفاهم ما أمكن.
-        المدح المتبادل.
-        تةافق تام.
-        لا تسمحوا لأحد بالتدخل في مؤسستكم كيف ما كان، لأن أي طاقة تأتي خارج البيت ستشوش على العلاقة لأنها تأتي بأفكار وقناعات خاصة وجديدة عنكما يمكن أن لا تتماشى معكما.
-        عيشوا كل لحظة على أنها آخر لحظة في حياتكم لأنها فعلا يمكن أن تكون كذلك.




[1] - الدكتور عادل حليم، استشاري مختص في مهارات الاتصال الزوجي، كورس الحياة الأسرية ( المشورة).
[2] - الدكتور عبد الجليل أميم، مدخل إلى البيداغوجيا أو علوم التربية، رؤية تربوية مغايرة، الجزء الأول.

عرض حول الزواج - الجزء الأول: صعوبات اختيار الشريك


مقدمة:
الزواج هو اقتران أحد الشريكين بالآخر وازدواجهما، أي صيرورتهما زوجا بعد أن كان كل واحد منهما فردا، يقال زوج الرجل ابله إذا قرن بعضها ببعض، وقد ورد هذا المعنى في قوله تعالى: "واذا النفوس زوجت"[1]، أي قرن كل فرد بقرينه.
أما مدونة الأسرة المغربية، فإنها عرفت الزواج بكونه: " ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامراة على وجه الدوام غايته الاحصان والعفاف وانشاء أسرة مستقرة، برعاية الزجين طبقا لأحكام هذه المدونة".[2]
ومن خلال التعريف الذي أوردته المدونة، ندرك المكانة التي أولاها المشرع للزواج الذي لم يبق مجرد عقد عادي، بل ترابط وتمازج بين رجل وامراة، فرجحت مفهوم الميثاق طبقا لما ورد في قوله تعالى: "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهم قنطارا فلا تأخدوا منه شيئا، أتأخدونه بهتانا واثما مبينا، وكيف تأخدونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخدن منكم ميثاقا غليظا"[3]، فهو اذا  يقوم على ماهو أخلاقي قدسي بعيدا عن  مفهوم العقد الذي يقوم على على الالتزام ويحيل على القانون.
ويعرف "وستر مارك" الزواج على أنَّه: علاقة ثابته نسبياً بين رجل وامرأة واحدة أو أكثر تتضمن الاشباع الجنسي والتعاون الاقتصادي وتتضمن حقوق وواجبات معينة تظهر في حالة دخول الطرفين إلى الإتحاد وإنجاب الأطفال والتي يعترف بها من قبل التقاليد أو الأعراف أو القانون.

يعرف مفهوم الزواج أيضاً بأنه: "الأجراء الذي أنشأه المجتمع لتكوين الأسرة "، أو أنه: "علاقة جنسية دائمة نسبياً بين فردين أو أكثر على أن تكون هذه الوحدة مقبولة من الناحية الاجتماعية، "بينما يرى فريق أخر من علماء الاجتماع الزواج بأنه النمط الاجتماعي الذي على أساسه يتم الاتفاق بين شخصين أو أكثر على تكوين أسرة.

ويعرف "وليم جراهام سمنر" الزواج بأنَّه: رابطة بين رجل وامرأة للتعاون على تحقيق الضروريات المعيشية وإنجاب الأطفال، ويعرفه أيضاً بأنَّه وحدة بين الرجل و المرأة في سبيل النضال من أجل الحياة وإنجاب الأطفال في ضوء الإطار العام الذي تحدده الجماعة.
من خلال هذه التعاريف المختلفة الحقول يتبن أنه عن طريق الزواج يؤسس الإنسان أسرة بمحض إرادته لأنه يبتغي العيش في ذاته بغير حدود، ويفضل أن يدخل في التزامات موضوعية اتجاه الآخرين أولى له من العيش وحده، فهو يريد وعن طواعية أن يقوم بواجب من أجل اكتساب صفة الانتساب إلى جماعة أسرية، التي تصير نظاما اجتماعيا موضوعيا يدخل فيه الإنسان وبكامل ارادته ولكن لا يستطيع الخروج منه إلا بشروط.
ونظرا للقدسية التي حضي بها الزواج لارتباطه بالانسان الذي كرمه الله تعالى بنعمة العقل، كان حريا على كل مقبل على الزواج أن يختار الشخص الأنسب لأكمال مشوار الحياة معه وأن يصيب ما أمكن في هذا الاختيار، مع عدم إغفال خصوصيات المجتمع الذي ننتمي اليه والمتميز بالاختلاط بين جنسيه، الشئ الذي يساعد بشكل كبير على التعارف أو مصادفة الشخص الذي يمكنه أن يشاركك الحياة، بعيدا نسبيا عن  الطرق التقليدية  التي كانت تحكمها الوساطة في الزواج ثم الخطبة ثم النظرة الشرعية، ليليها عقد القران ثم بداية حياة جديدة مع شخص جديد يمكن أن يلعب فيها الحظ لعبته وتعيش حينها حياة سليمة أو أن تجد نفسك بين ليلة وضحاها غارقا في سيل من المشاكل لا ذنب لك فيها إلا أنك لم تضع خطة محكمة، تضع فيها نصب عينك مجموعة من الشروط والأسس للإتنقال لمرحلة مهمة من حياتك يشترك فيها معك شخص يجب أن يكون مناسبا بنسة كبيرة جدا.
بعد هذه المقدمة البسيطة سأبدأ بتقديم هذا العرض من خلال الوقوف عند مشكلة صعوبة اختيار الشريك في العلاقة الزوجية، وكذا المقصود بالتواصل الزوجي وكيفية تحقيقه بشكل صائب، كل هذا سأحاول تسليط الضوء عليه متبعة في ذلك المحاور التالية:
ü   مبادئ وأسس العلاقة الزوجية.
ü   آليات اختيار الشريك.
ü   التعرف على شخصيتك وشخصية الشريك.
ü   شخصيات يجب الابتعاد عنها عند اختيار الشريك.
ü   شخصيات متعبة لكن يمكن التعايش معها.
ü   فارق السن كشرط لاختيار الشريك.
ü   التكافئ كشرط لاختيار الشريك.


[1] - سوة التكوير، الآية 7
[2] - المادة 4 من مدونة الاسرة المغربية.
[3] - سورة النساء، الآيتان 20 و 21


طبيعة العلاقة بين الزوجين:
قبل التحدث عن آليات اختيار الشريك أو فن اختيار شريك الجياة لابد من التعرف على طبيعة العلاقة الزوجية أولا حتى نعرف متطلبات الاختيار وأهميتها، وعليه فإن مبادئ وأسس العلاقة الزوجية تحكمها مجموعة من الأبعاد لعل أهمها كالآتي:
أولا: العلاقة الزوجية هي علاقة متعددة الأبعاد بمعنى أنها علاقة جسدية ، عاطفية، عقلية، اجتماعية وروحية، ومن هنا وجب النظر إلى كل تلك الأبعاد حين نفكر في الارتباط، وأي زواج يقوم على بعد واحد مهما كانت أهميته فانه سيهدد بمخاطر كثيرة.
ثانيا: العلاقة الزوجية علاقة أبدية، بمعنى أن المقبل على الزواج يجب أن يضع نصب عينه أن اختياره سيحتم عليه العيش مع هذا الشريك طول الحياة، ةهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا فقط وإنما ستمتد ايضا للآخرة.
ثالثا:  العلاقة الزوجية شديدة الخصوصية بمعنى هناك أصرار وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث، بل ويعد افشاء الاسرار الزوجية من الكبائر التي نهانا ديننا الحنيف عنها.
رابعا: العلاقة الزوجية شديدة القرب، وتصل في بعض اللحظات إلى حالة من الاحتواء.
وأكبر خطأ يحدث في الاختيار الزواجي أن ينشغل أحد الطرفين ببعد واحد ولا ينتبه لباقي الأبعاد، بالاضافة إلى أن العلاقة الزوجية ليست علاقة بين شخصين فقط وإنما هي علاقة بين أسرتين وبين عائلتين، أي أن دوائر العلاقة تتسع وتؤثر في علاقة الزوجين سلبا أو ايجابا، ومن هنا تتضح أهمية أسرة المنشأ والعائلة والمجتمع الذي جاء منه كل طرف منهما، ومن التبسيط الساذج أن يقول أحد الطرفين  أنا أحب شريك حياتي ولا تهمني أسرته أو عائلته أو المجتمع الذي جاء منه، وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا"[1].
كانت هذه هي الأبعاد المسبقة التي يجب معرفتها من طرف كل شخص مقبل على الزواج، فبمعرفتها يمكن تجنب العديد من الأزمات أو على الأقل أن يهيء نفسه للحياة الجديدة الذي اختار عيشها، عندها فقط يمكن البحث عن آليات اختيار هذا الشريك، فماهي هذه الآليات وإلى أي حد تمكننا معرفة هذه الآليات من الاختيار الصائب؟ هذا ما سنتطرق له في نقطة ثانية.
آليات اختيار الشريك:
إن طبيعة الاختلاط الذي بات يتميز بها المجتمع المغربي تحتم علينا التطرق لهذه الآليات دون اغفال هذه النقطة، فالمرأة والرجل أصبح من السهل عليهم التعارف بشكل سلس في مقر العمل، في الجامعة، في الأماكن العمومية....، إذ لا يوجد هناك  أي حضر لهذه المسألة، الشيء الذي يفتح المجال أكثر لمعرفة الشخص الذي أمامك وهل تتوفر فيه كل آليات اختيارشريك الحياة، فعلى الرغم من أن كل شيء في الكون مقدر في علم الله إلا أن الأخد بالأسباب مطلوب في جميع الأمور، ومطلوب بشكل خاص في موضوع الزواج نظرا لأهميته، هذه الآليات يمكن حصرها على سبيل التقريب في ما يلي:
أولا: الرؤية و التفكير[2]
وذلك بأن نرى المتقدم للخطبة ونتحدث معه، ونحاول بكل المهارات الحياتية أن نستشف من المقابلة والحديث صفاته وطباعه وأخلاقه وذلك من خلال الرسائل اللفظية وغير اللفظية الصادرة عنه، من مراجعة أنماط الشخصيات التي حددها علماء النفس ومفاتيح تلك الشخصيات، اذا الثقافة في هذا المجال تعد الأهم على الإطلاق والاستفادة من التجارب السابقة المثالية، وكذا الحضور لدورات تدريبة توعوية قبل الإقدام على هذه الخطوة.
ثانيا: الإستشارة
استشارة من حولنا من ذوي الخبرة والمعرفة بطباع البشر، ونسأل المقربين أو المحيطين بالشخص المتقدم للزواج أو المقبل على الزواج من زملاء، جيران، معارف...، وذلك لكي نستوفي الجوانب التي لا تستطيع الحكم عليها من مجرد المقابلة، لتعرف طبيعة الأسرة وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه، واحيانا يمكن الإستعانة لطلب استشارة متخصص يحدد عوامل الوفاق والشقاق المحتملة بناء على استقرار طبيعة الشخصين وظروف حياتهما.
ثالثا: الاستخارة
ما خاب من استخار، هكذا علمنا رسولنا الكريم، ومهما بذلنا من جهد في الرؤية والتفكير والاستشارة، تبقى جوانب مسسترة في الشخص الاخر لا يعلمها إلا الله الذي يحيط علمه بكل شيء ولا يخفى عليه شيء، فلجوءنا لله ليوفقنا في قرارتنا في الحياة وخاصة الزواج الذي يعد أهمها على الإطلاق ضرورة روحية.
والاستخارة تتم بصلاة ركعتين بنية الاستخارة، ودعاء الاستخارة هو: اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( يسمي الحاجة) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به[3].
ونتيجة الاستخارة تأتي في شكل توفيق وتوجيه وراحة نفسية داخلية.
الشخصيات التي يجب الانتباه اليها أثناء اختيار الشريك:
لقد أصبح الأمر اكثر بساطة للتعرف على خبايا الشخصية التي أمامك، يكفيك الاطلاع على الدراسات المستفيضة في العلوم النفسية، بحيث تم تقسيم الشخصيات إلى أنماط لها خصائص محددة ومفاتيح وتسهل قراءتها إلى حد كبير، فالناس عادة ما تحاول إظهار الافضل حتى ولم يكن هذا هو الحقيقي، لكن هذا التصنع لا يمكن أن يدوم كثيرا واخفاء الصفات الحقيقية كلها، فغالبا ما تسقط اشياء يمكن أن تكون المفتاح لمعرفة الحقيقة، هنا يبقى للمتقصي الحق في القبول بهذه الشخصية شرط تحمل كل المسؤولية في ذلك، أو أن يرفضها منذ البداية بتفادي ما قد ينجم عن التعايش معها، فهناك شخصيات يصعب جدا التعايش معها وشخصيات يمكن ذلك مع وجود بعض المتاعب، فمن هي هذه الشخصيات؟ وماهي المفاتيح التي تساعدنا للتعرف إليها؟
شخصيات يصعب العيش معها:
1-    شخصية الشكاك المتعالي ( الشخصية البارانوية)
تعرف هذه الشخصية بهذه الصفات:
·        بالشك في كل الناس وسوء الظن بهم وتوقع الأسوء منهم، الكل مخادعون ومتآمرون.
·        لا مكان للحب والرحمة أو التسامح ( ربما نقص في الحب في الطفولة من الابوين).
·        الشعور بالاضطهاد، الخيانة ممن حوله، يولد لديه شعور بالكراهية والعدوانية، يعبر عنها بالنقد اللاذع للاخرين، السخرية الجارحة، في مقابل لا يتحمل اي نقد، فهو لا يخطئ أبدا.
·        لا يغير رأيه بالحوار والنقاش فكلامه ثابت لا يتغير.
·        يسيئ تأويل كل كلمة ويبحث في ما بين السطور عن النوايا السيئة.
·        دائم الاتهام لغيره، ومحاولة التودد والتقرب من غيره تزيد شكوكه.
·        يسعى دوما لامتلاك المال والمناصب العليا ليشعر بالفخر والتعالي والسلطة.
كيف نكتشفه في فترة الخطوبة أو التعارف؟
·        كثرة الشك في نوايا الشريك.
·        السؤال الكثير عن ابسط الأمور، وطلبه تفسيره تأويلاته للكلام.
·        يجعل الشريك دائما في وضعية المتهم المدافع عن نفسه، وفي نظره دائما الشريك هو الكاذب المخادع.
·        شديد الغيرة بشكل مزعج، لا يحترم مساحة حرية الشريك.
هذا النوع من الشخصيات لا يجد الشريك معه أي مجال للسعادة، فالوقت كله مستنزف في تحقيقات واتهامات ودفاعات وطلب دلائل براءة ودلائل وفاء، والحياة الزوجية مع هذه الشخصيات بهذه المواصفات تكون أمرا صعبا ومستحيلا أحيانا.
2-    الشخصية الدرامية و الاستعراضية ( الشخصية الهستيرية):
هذه الشخصية تضع من يتعامل معها في حيرة وتناقض وتعرف بهذه الصفات:
ü     تكون غالبا جميلة وجذابة.
ü     تغري بالحب ولا تعطيه.
ü      تغوي ولا تشبع.
ü      تعد ولا تفي....
ü     أنانية لا تهتم إلا بنفسها.
كيف نعرفها ؟
ü     الاهتمام الشديد بالمظهر.
ü     لباسها يجذب الأنظار ( الألوان الفاقعة، المزركشات...)
ü     تتحدث بشكل درامي وكأنها على مسرح.
ü     المبالغة في كل شيء لجلب اهتمام الآخر.
ü     ترفع من قيمة الشريك في بداية العلاقة وسرعان ما يفتر الحماس، وتنطفئ عواطفها الزائفة.
هي شخصية هشة غير ناضجة، عندما تواجه أول ضغط في الحياة لا تتحمله وتظهر عندها أعراض هستيرية ( إغماء، تشنج، فقد النطق...) لكسب تعاطف من حولها، وإن لم تجده يمكن أن تهدد بالانتحار بطريقة درامية وغالبا بعد ترك خطاب رومنسي أو تهديد بهدف إستعادة الاهتمام المفقود، فهي شخصية فاشلة لا يمكنها أن تجذف بقارب الحياة الزوجية وإيصاله لبر الأمان.
3-    شخصية المحتال والمخادع ( السيكوباتية):
صفات هذه الشخصية تنحصر في ما يلي:
Ø     كذاب.
Ø     مخادع.
Ø     محتال.
Ø     عذب الكلام.
Ø     يعطي وعودا كثيرة ولا يفي بها.
Ø     لا يحترم القانون، الاعراف، التقاليد لا يعيرها اهتماما.
Ø     كل اهتمامه ينصب في كيفية تحقيق ملذاته وشهواته.
Ø     لا يعترف بأخطائه ولا يشعر بالذنب.
كيف نتعرف عليه؟
Ø     حياته السابقة  شديدة الاضطراب ومليئة بتجارب الفشل.
Ø     سبق وأن دخل السجن بقضايا نصب واحتيال أو انتحال شخصية.
Ø     ينصب الفخ لصغيري السن وقليلي الجمال وتقمص دور العاشق الولهان، سرعان ما يتحول لابتزاز مادي أو جنسي.
4-   شخصية الباحث عن اللذه دائما ( الإدمانية):
هي شخصية باحثة دائما عن اللذة في أي شيء وفي أي موقف، يميل دوما إلى:
Ø     يجرب سائر المخدرات والمسكرات ( ليس بالضرورة مدمن عليها).
Ø     يجرب جميع أنواع العلاقات العاطفية والجنسية بحثا عن الافضل من وجهة نظره.
Ø     لا يعترف بالوفاء لأي شيء ولا لأي شخص.
Ø     لا يعترف بالمسؤولية ويتهرب منها دوما.
كيف نتعرف عليها؟
Ø     متعلق بالسيجارة ( المحشوة)  وبفنجان القهوة.
Ø     كثير التعاطي للمهدئات والمسكنات والمنشطات.
Ø     عذب الحديث وجذاب للطرف الأخر.
Ø     يوهم الشريك دوما بأنه عازم على ترك المخدرات، وأن الحب هو السبيل إلى ذلك، وينخدع الشريك ويظن أنه الوحيد من سيقوم بهذا الدور السامي في علاج من ظلمته الحياة والناس ولم يفهمه أحد سواه.
ثانيا: شخصيات يمكن التعايش معها مع بعض المتاعب:
1)   الشخصية الوسواسية ( العنيد، البخيل):
صفاتها:
-         الالتزام بالدقة الشديدة والنظام الحرفي في كل شيء.
-         يهتم بالتفاصيل الدقيقة ولا يدع شيئا دون مناقشة.
-         عنيد لا يتنازل ولا يتسامح عن أي شيء.
-         ممسك كثيرا في الانفاق والمشاعر.
وربما يسأل سائل ما فائدة الارتباط بهذا النوع؟ وهل يمكن تحمل الحياة معه ان كان هناك ارتباط؟
الشخصية الوسواسية على الرغم من كل هذا، فهو:
- انسان منظم.
-  دقيق.
-  ضميره حي يحاسبه دوما.
- لديه شعور عال بالمسؤولية.
-  ناجح في عمله.
- يعتني بحاجيات اسرته المادية في حدود قتاعاته ( الأساسية فقط).
- حريص على استمرارية الأسرة فهو لا يميل إلى التغيير، ولا يهتم ببناء علاقات عاطفية خارج إطار الزواج.
2)   الشخصية المتقلبة ( المشاعر، العلاقات، القرارت):
صفات هذه الشخصية:
-         مشاعره متقلبة في وقت قصير ( فرح، حزن، غضب،هدوء...).
-         ينتقل من عمل لآخر.
-         يمكن أن يفكر في الانتحار او اللجوء للمخدرات.
-         يمكنه أن يدمر اشياء مهمة في حياته ( صديق، زوجة مخلصة، عمل مهم...)
سرعان ما يهدأ صاحب هذه الشخصية فقلبة أبيض .
3)    الشخصية الاعتمادية ( ابن أمه أو بنت أمها):
صفاتها:
-         لا يستطيع اتخاد قرار بمفرده.
-         يحتاج دوما للمساعدة.
-         لا يستطيع أخد زمام المبادرة أو القدرة على التنفيذ.
كيف نتعرف عليها؟
إن كان شابا نجده يقدم على طلب الزواج عن طريق أمه التي تتحدث بالنيابة عنه طوال الوقت، وفي زياراته التالية لا يستطيع البث في أي شيء دون الرجوع لها أو أي شخص مكانها، وان كانت شابة نجد أمها تحركها، التي تتدخل في كل التفاصيل.
وبالرغم من هذه الصفات فإن هذه الشخصية تكون مطلوبة أكثر من طرف أصحاب الشخصيات القوية لرغبتهم في أن يكونوا الأقوى في العلاقة الشخصية.
كانت هذه بعض الشخصيات التي حاولت تسليط الضوء عليها والتي يستطيع من خلال التعرف عليها أن يختار الشريك من يناسب شخصيته منها والابتعاد عن ما لا يناسبه.
تساؤلات حول الشريك:
قبل التفكير في الارتباط تتبادر بالذهن مجموعة من التساؤلات سواء تعلق الأمر بفارق السن أو بخصوص التكافئ، هذا ما سأحاول التطرق إليه في هذه النقطة.
أولا: فارق السن:
هذا السؤال يردده كثير من الناس، فما هو إذا فارق السن المثالي بين الزوج والزوجة؟
لقد أجابت العديد من الدراسات المختصة في موضوع التوافق الزوجي، وخلصت أن أنسب فارق هو أن يكبر الرجل المرأة بثلات أو خمس سنوات، وحين يزيد هذا الفارق عن العشر سنوات تبدأ علامات اللا توافق لانتماء كلا الزوجين لجيل مخالف عن الآخر وبالتالي تختلف اهتماماتهما وأفكارهما وأنشطتهما بشكل كبير.
غير أن هذه القاعدة العمرية على الرغم من أهميتها لها استثناءات في ظروف بعينها، ولعل خير دليل يستدل به هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد تزوج عليه الصلاة والسلام من أمنا خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره سنا، وتزوج بأمنها عائشة رضي الله عنها وكانت تصغره بكثير، في حين تزوج باقي نساءه أمهاتنا رضي الله عنهن ( أمنا حفصة، أمنا زينب...) وهن في نفس سنه تقريبا.
ومن خلال هذه الرؤية والاستثناء يمكن أن نحدد أساسا أنماط الزيجات التي تقوم على فارق السن، والأمر يتعلق هنا بكل من الزوج والزوجة وهي:
-         الزوجة الأم والزوج الأب: وهي (هو) غالبا أكبر سنا من الزوج وتقوم هي بدور رعايته واحتوائه.
-         الزوجة  الصديقة والزوج الصديق: وهي (هو) القريبة في السن من زوجها ولهذا فالعلاقة تكون أكثر تكافئ.
-         الزوجة الإبنه والزوج الابن: وهي (هو) تصغر الزوج بسنوات كثيرة، يدللها، يرعاها، يتجازو عن أخطائها، في حين تلعب هي دور الطفلة.
اذا فتبرير هذا الاستثناء هو أن الزواج هو توافق بين طرفين فكلما كان كل طرف يلبي احتياجات الآخر كان التوافق متوقعا، فالشخص دائما يبحث عن من يكمل خصائصه وليس شبيهه بالفعل.
ثانيا: التكافئ
المقصود به تقارب الزوجين من حيث المستوى الاجتماعي والثقافي والديني، الذي يجعل التفاهم ممكنا، وكثيرا ما يحاول المحبون تجاوز هذه القاعدة اعتقادا منهم أن الحب كفيل بخرق كل القواعد، ولكن بعد الزواج وعند انتهاء شغف الحب تبدأ هذه القواعد في الظهور على السطح وتخلق مشاكل متعددة يمكن أن تكون سببا مباشرة في الانفصال.
أنماط اختيار الشريك:
أ‌-       العاطفي: وفيه يكون الاختيار قائما على عاطفة حب قوية لا تحكمها قواعد العقل ولا المنطق، والشريك هنا يعتقد أن الحب هو أساس حل كل المشاكل التي يمكن أن تواجهه بعد الزواج، وعلى هذا الأساس يكون أكثر عنادا ولا يتقبل أي نصيحة بالرغم من وجود عقبات ظاهرة للعيان ولا تظهر له هو طبعا، الحل هنا خوضه للتجربة مع إطالة فترة التعارف إلى حين أن يمل من كل عيوب شريكه ويقتنع بعدم الاستمرار.
ب‌-   العقلاني: يحسب خصائص الشريك بالمنطق أكثر بعيدا عن الجانب العاطفي.
ت‌-   الجسدي: يقوم على أساس الإعجاب بالمواصفات الشكلية للطرف الآخر مثل جمال الوجه وجمال الجسد وجمال المظهر، وهذا هو السائد في المجتمعات العربية.
ث‌-   المصلحي: يهدف إلى تحقيق مصلحة ( مادية، اجتماعية...) من خلال الارتباط بالطرف الآخر، الا أن هذا النمط يسهل انهياره بمجرد توقف المصلحة.
ج‌-     الهروبي: هروب الفتاة من القسوة (الأب، الأخ، زوجة الأب...)، ولا تفكر كثيرا في خصائص زوج المستقبل.
ح‌-     الاجتماعي: هو نظرة المجتمع والمحيطين بالشريك أن هذا الشاب يناسب هذه الشابة والعكس، واغفال رأي الشريكين فيه غير القبول أو الرفض لما يقترحه الآخرين.
خ‌-     العائلي: لم الشتات العائلي كأن يتزوج الشاب إبنة عمه...
د‌-       الديني: يبنى على اعتبارات دينية، وهنا يقول صلى الله عليه وسلم " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"[4].
ذ‌-       العشوائي: الشاب أو الشابة المتأخرة في الزواج يقبلون بأي كان حتى لا يفوتهم قطار الحياة.
ر‌-     المتعدد الأبعاد: الذي يراعي فيه الشريك كل الأبعاد الخاصة باختيار الشريك ( العاطفي، العقلي، الجسدي، الاجتماعي، الديني...)، ولعله الأفضل بين كل ما ذكر.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من يرجح كفة الدين على الباقي، لأن الشريكين إذا ارتبطى على أساس الدين فقد ارتبطى بالخالق، مصداقا لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم:" تنكح المرأة لأربع، لملها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يراك"[5]، فالدين يعد مفتاح العلاقة الناجحة ولكن لا يعقل اغفال باقي الجوانب، والتي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:" خير النساء من اذا نظرت إليها سرتك، واذا أمرتها أطاعتك وإذا أقسمت عليها أبرتك وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك"[6].


[1] - أخرجه الحاكم.
[2] - الدكتور طارق الحبيب، بروفيسور وأستشاري نفسي أسري.

[3] - رواه البخاري.
[4] - أخرجه الترمذي وابن ماجة.
[5] - رواه البخاري ومسلم.
[6] - رواه النسائي وغيره في سند صحيح.